association meja

 

 

قراءة في مشروع حركة من اجل الطفولة والشباب

                      إن محاولة النبش في واقـع مجتمعـنا اليوم يجعـلنا نقـف عند تجليات واقع الأزمة التي يعاني منها وما يعـرفه حقـل الطفـولة والشباب من اختلال يتجلى أهم تمظهـراتها في المستوى الثـقافي والتربوي للطـفل والشاب المغـربي، كما تدفعـنا هذه الأزمة كـذلك إلى طرح مجموعة من الأسئلة لتشكل محاور للتـفكير في واقع هذه الشريحة من المجتمع...                                                              

                     ماهي مظاهر الأزمة التي يعيشها الطفل والشاب المغربي؟ هل هي أزمة مرتبطة بعـوامل ثقافية؟ أم إن الأمر لا يعـدو أن يكـون أزمة ذاتية محـضة؟ هل أزمة الطفولة والشباب أزمة مجتمع؟ أم أزمة أشخاص؟ ماهو الدور المطـروح اليوم على الشباب كـفاعـل أساسي في المجـتمـع؟ أليس الوقت مناسبا للتفكير في بلورة صيغة ثقافية وتربوية جديدة تنطلق من تصوراتنا وأفكارنا، قصد الخروج من هذه الوضعية الاستـثـنائية؟                                                                                          هذه الأسئلة دعوة لفتح نقاش حقيقي وجريء حول مشهد المجتمع الحالي ومن خلاله الأطفال والشباب، نقاش نتوخى منه ملامسة واقع حال المؤسسات انطلاقا من الأسرة مرورا بالمدرسة وصولا إلى جمعيات المجتمع المدني وذلك ضمن نسق فكري نقذي، لتجاوز الأزمة الثقافية التي يعيشها المجتمع. إن محاولة تقييم المشهد الثقافي والتربوي على ضوء الأطفال والشباب بكافة الملابسات، تجعلنا نقف اليوم أمام واقع التردي الخطير أللذي يعيشه الأطفال والشباب في ظل الترهل الثقافي والتربوي الذي أصبح يعرفه المجتمع المغربي، وتعطل الوظائف الأساسية للمؤسسات ( الأسرة، المدرسة...)، وهي وظائف تأطيرية وتكوينية بالأساس، إذ لم تعد هذه الهياكل قادرة على مواكبة التحولات الكمية والنوعية العميقة التي يعيشها الأطفال والشباب اليوم، وهذا ما أدى  إلى تقلص موقعها ودورها في التغيرات الاجتماعية والثقافية التي نعيشها. إن هذه الوضعية الأزمة انعكست سلبا على المجتمع ومن خلاله على تطور وتنمية البلاد.                                                                       

                  إن انشغالنا اليوم بقضايا الطفولة والشباب هو انشغال بالواقع، انشغال بأسئلتهم العميقة والموضوعية، انشغال يهدف إلى إخراج الطفولة والشباب من نفق الوضعية الحالية إلى بلورة تصورات جديدة من خلال تشخيص يستند إلى قناعاتنا الفكرية في إطار مشروع ثقافي تربوي ومجتمعي شامل يهدف إلى تحفيز الأطفال والشباب للانفتاح على محيطه، وكذلك على القيم التنويرية: الحرية، الكرامة، المواطنة،الديمقراطية... وتأهيله للاندماج الايجابي والفاعل في مجتمع متحول. إن استحضار هذه الأهداف العامة للجمعية والتسلح بالثقافة والمعرفة يقتضي الوصول إليها، جعل الجمعية والأنشطة التي تنظمها مرتعا لإنتاج الفكر الإنساني الحر والسليم.                                                                                   إن حل الأزمة الثقافية للمجتمع يتطلب تهيئة يقودها الأطفال والشباب انطلاقا من مشاريع وتصورات واضحة ترتكز على خلق مجتمع الحوار والمعرفة والكرامة وحقوق الإنسان وتداول الأفكار. إن هذا التصور يفرض علينا فتح نقاش واسع في أوساط الأطفال والشباب وكذلك داخل المؤسسات المحيطة حتى لا نبقى أسرى لأنفسنا، لا نملك إلا تحليل مواقف أحادية موروثة، نقاش يهدف بالأساس إلى بلورة فكرة مركزية حول قضايا الطفولة والشباب كمحور أساسي لتطور المجتمع وتنميته.                                                                                

Click here to start typing your text

Make a Free Website with Yola.